Category Archives: منوعات

اقتباس

« .. فرق بين منكر الأفراح ومنكر الجنائز📩 .. »

إقرأ المزيد

« أيــام معدودات »

« أيــام معدودات »

*سنستقبل بعد يومين أفضل الأيام فيها يتضاعف العمل، وفي البخاري “ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر” قالوا: يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: “ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ” يقول ابن حجر: والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج ولا يتأتى ذلك في غيرها.

 

 *ستتجمل بقاع مكة في الأيام المقبلة بضيوف الرحمن الذين أتوا بيته حجاجا ومعتمرين،فإذا حال بينك وبين الحج حائل، تذكر أن لك مثل أجر الحاج إن كفلته ،أو خلفته في أهله بخير،وفي الحديث الصحيح(من جهز غازيا أو جهز حاجا أو خلفه في أهله أو فطر صائما كان له مثل أجورهم من غير أن ينقص من أجورهم شيء)صحيح الترغيب،فهلا استشعرت وأنت تدفع كفالة حاج،أو تقوم على حاجات أهله،أن لك أجر من طاف وسعى ووقف بعرفة ورمى،تقبل الله عملك.

 

*التجارة الرابحة لم يبق على موسمها سوى أيام معدودة، فيها يتضاعف العمل، ويزداد الأجر،هي أفضل أيام الدنيا عند ربنا سبحانه،وفي الحديث الصحيح:”أفضل أيام الدنيا العشر يعني:عشر ذي الحجةـ قيل:ولا مثلهن في سبيل الله؟ قال:ولا مثلهن في سبيل الله إلا رجل عفر وجهه بالتراب” وفي لفظ:”ما من أيام أفضل عند الله من أيام عشر ذي الحجة“صحيح الترغيب، فلنحسن استقبالها بنية صادقة لاستثمارها،لأن المؤمن يبلغ بنيته ما لا يبلغ بعمله.

 

*ما أجمل أن يعزم المؤمن على أن يتقرب إلى الله بأضحية في يوم النحر، فإن أحب ما تقرب به إلى الله من العمل يوم النحر إراقة الدم ( لن ينال الله لحومها ولا دماؤها ولكن يناله التقوى منكم ) وفي الحديث الحسن (من وجد سعة لأن يضحي فلم يضح فلا يحضر مصلانا) صحيح الترغيب.

 

*إذا أراد أحد أن يضحي ودخل شهر ذي الحجة فإنه يحرم عليه أن يأخذ شيئا من شعره أو أظفاره أو جلده حتى يذبح أضحيته لحديث أم سلمة أن النبي قال: (إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره) رواه مسلم، وفي لفظ: (فلا يأخذ من شعره وأظفاره شيئاً حتى يضحي) وليس المعنى تحريم تمشيط الشعر، وإنما التحريم للقص أو النتف.ابن عثيمين.أحكام الأضحية(بتصرف)

 

*إن سأل سائل: ما الحكمة من وجوب إمساك المضحي، وامتناعه عن أخذ شيء من شعره وظفره؟

الحكمة في هذا النهي أن المضحي لما شارك الحاج في بعض أعمال النسك وهو التقرب إلى الله تعالى بذبح القربان شاركه في بعض خصائص الإحرام من الإمساك عن الشعر ونحوه، وقال النووي: أن يبقى كامل الأجزاء ليعتق من النار

  

 مراجعة الدكتورة الداعية نوال العيد .. حفظها الله من باقة المتميزة التي تشرف عليها..

أمي عائشة رضي الله عنها

لا يضير أم المؤمنين عائشة ما قاله جاهل في حقها،لأن نفسه أذى،ويأبى الله إلا أن يرفع درجات أمنا بعد موتها،وقد بشر بها الرسول قبل أن يتزوجها وبعد موت خديجة،وما هذا إلا دليل رفعة درجتها،وأنها عوضه بعد فراق زوجته الصالحة،وفي الحديث المتفق عليه عن عائشة قالت:قال لي رسول الله”أريتك في المنام ثلاث ليال،يجيء بك الملك في سرقة من حرير فقال لي:هذه امرأتك فكشفت عن وجهك الثوب،فإذا أنت هي.فقلت:إن يكن هذا من عند الله يمضه”
كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة يبتغون بذلك
 مرضاة رسول الله صلى الله عليه وسلم،وكان نساء رسول الله حزبين:فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة ،والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله ، فكلم حزب أم سلمة فقلن لأم سلمة:كلمي رسول الله يكلم الناس فيقول:من أراد أن يهدي إلى رسول الله فليهده إليه حيث كان …….
فكلمته فقال لها:”لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني  وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة “قالت: أتوب إلى الله من ذاك يا رسول الله ثم إنهن دعون فاطمة فأرسلن إلى رسول الله فكلمته فقال:” يا بنية ألا تحبين ما أحب ؟ ” قالت: بلى.قال:”فأحبي هذه“متفق عليه، فمن أحب عائشة فقد أحب ما يحبه رسول الله، ومن أبغضها فقد أبغض ما يحب رسول الله،فنسأل الله السلامة

مراجعة الدكتورة الداعية نوال العيد .. حفظها الله من باقة المتميزة التي تشرف عليها..

عوامل بناء النفس..

*إن من أهم عوامل بناء النفس مجالسة من رؤيتهم تذكر بالله،لأن مجالستهم تريك ما في نفسك من قصور وعيوب؛  فتصلحها وتهذبها، فهم زينة الرخاء وعدة البلاء،يذكرونك إن نسيت،ويرشدونك إن جهلت،ويأخذون بيدك إن ضعفت،  مرآة لك ولأعمالك، إن افتقرت أغنوك، وإن دعوا الله لن ينسوك”هم القوم لا يشقى بهم جليسهم” من جالسهم وأحبهم أذاقه الله حلاوة الإيمان التي فقدها الكثير، وأحلوا بدلا منها حب المصلحة التي تنتهي بنهاية المصلحة.

*إن من أهم عوامل بناء النفس أن تخصص من وقتك ساعة تتفرغ فيها للعبادة، والتفكر في ملكوت الله والاستئناس بمناجاة الله عن مناجاة الخلق في قيام ليل والناس نيام، لأن في ذلك صفاء للذهن وسلامة من آفات الرياء والتصنع للناس والمداهنة، ولعل المرء في خلوة يذكر الله فتفيض عيناه من خشية الله؛ فيكون من السبعة الذي يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله، لأن هذه الساعة ستكون سبب صلاحه ووقايته من الفتن كما صحت بذلك الأحاديث.

مراجعة الدكتورة الداعية نوال العيد .. حفظها الله من باقة المتميزة التي تشرف عليها..

وسائل الثبات على الطاعة

 

*تقلب المؤمن في مدرسة رمضان في أنواع العبادات، وشعر بحلاوة الإيمان، وهو يصوم النهار ويحيي الليل بالقيام ويتلو آيات الله آناء الليل وأطراف النهار، وكأني بلسان حال كل منا يتساءل : أريد أن أستمر على هذه الطاعات، وقد سأل الله ذلك ، سأتناول في هذا الموضوع -بإذن الله- وسائل الثبات على الطاعة، سائلة الله لك الثبات والتوفيق .

*سمي القلب قلبا من تقلبه، وإنما مثله كمثل ريشة تقلبها الريح ظهرا لبطن وبطنا لظهر، وأمر الثبات متعلق به، ولذا كان أكثر دعائه صلى الله عليه وسلم: يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك. فقيل له في ذلك؟ فقال: إنه ليس آدمي إلا وقلبه بين إصبعين من أصابع الله فمن شاء أقام ومن شاء أزاغ ، فالداعي هو الرسول أشد الأمة إيمانا وثباتا على الدين، فما بالنا نحن؟!! فأكثري من الدعاء بالثبات، وليكن للقلب أكبر نصيب.

*الدعاء مفزع أولياء الله الصالحين،تأمل قبل ذكر الدعاء في القرآن ما وصف الله داعيه به، الراسخون في العلم يسألون الثبات لخوفهم من يوم الحساب(ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ربنا إنك جامع الناس ليوم..)والربيون الذين قاتلوا مع النبي يدعون (ربنا اغفر لنا ذنوبنا وإسرافنا في أمرنا وثبت أقدامنا)اعتراف وهم على طاعة وسؤال للثبات،فكان جزاؤهم(فآتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة)

*كتاب الله أكبر معين على الثبات لمن رزقه الله قراءته وتدبره، وقرأه واقفا على أسباب نزول آياته، مرتلا له متلذذا به، تأمل (وقال الذين كفروا لولا نزل عليه القرآن جملة واحدة كذلك لنثبت به فؤادك ورتلناه ترتيلا) وفي الحديث الصحيح:”يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا كتاب الله” الصحيحة.

*عباد صالحون اختارهم الله لتبليغ رسالته والدعوة إليه: أنبياؤه ورسله، والقراءة في حياتهم وقصصهم أكبر وسيلة للثبات على دين الله، تأمل (وكلا نقص عليك من أنباء الرسل ما نثبت به فؤادك) فاقرأ قصص الأنبياء مستلهما الهداية ووسائل الثبات، ومن الكتب المؤلفة في ذلك:  قصص الأنبياء لابن كثير.*النفس إن لم تتحرك تأسن، وإن لم تنطلق تتعفن، ومن أعظم مجالات انطلاق النفس: الدعوة إلى الله، فهي وظيفة الرسل، ومخلصة النفس من العذاب؛ فيها تتفجر الطاقات، وتنجز المهمات، وقد ربط الله بينها وبين الاستقامة فقال ( فلذلك فادع واستقم كما أمرت ) ومن دعا إلى الله مخلصا ثبته الله، فهلا كان كل منا مفتاح خير يدعو الناس ممن حوله إلى الخير الذي يعلمه.

*صحبة الصالحين والالتفات حول العناصر المثبتة من أعظم الوسائل المعينة على الثبات، والمتأمل في سورة الكهف يجد أن الله ختم قصة أصحاب الكهف الذين ثبتوا في فتنة الدين بالأمر بصحبة الصالحين، فالزم صحبتهم فإن فيها سعادة الدنيا والآخرة (واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا)

*المؤمن دائم المطالعة لعيب نفسه، مشتغل بإصلاح عيبه، مستغفر لربه مما يقع فيه من التقصير والخطأ مع استقامته وثباته، وقد ربط الحق سبحانه بين الاستقامة والاستغفار في كتابه فقال ( فاستقيموا إليه واستغفروه ) فالزم الاستغفار، واعلم أنه قرين الثبات وأخ الاستقامة، ثبتك الله.

*وصية الرجل الصالح من أهم عوامل الثبات، لأن للكلمة الطيبة وقع على النفس يتثبت المرء بها، وما ثبت الإمام أحمد في فتنة القول بخلق القرآن بعد تثبيت الله له إلا وصايا قوم صالحين، وفي السير يقول أحمد ” ما سمعت كلمة وقعت في هذا الأمر أقوى من كلمة لأعرابي كلمني بها في رحبة طوق وهي بلدة بين الرقة وبغداد على شاطئ الفرات، قال: “يا أحمد إن يقتلك الحق مت شهيدا، وإن عشت عشت حميدا، فقوي قلبي

*إن من أعظم العوامل المعينة على الثبات التأمل في نعيم الجنة وعذاب النار، وتذكر الموت واليوم الآخر، وكان رسول الله يثبت أصحابه بتذكيرهم بالجنة، تأمل وصيته لآل ياسر وهم يعذبون (صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة) وفي الحديث المتفق عليه كان يوصي الأنصار “إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض” فهلا قرأت أيتها المباركة سلسلة القيامة الكبرى للدكتور عمر الأشقر، أسأل الله لك الثبات.

*تعرف على مفسدات الدين التي قد يقع الكثير في فخها فيتخلون عن دينهم، ويبيعون آخرتهم بدنياهم، وفي الحديث الصحيح: (ما ذئبان جائعان أرسلا في غنم بأفسد لها من حرص المرء على المال والشرف لدينه)صحيح الترمذي، والمعنى أن حرص المرء على المال والشرف أشد فسادا للدين من ذئبين جائعين أرسلا في غنم، فاحذرهما واجعلهما وسيلة لا غاية.

 

مراجعة الدكتورة الداعية نوال العيد .. حفظها الله من باقة المتميزة التي تشرف عليها..

 

«بعض آداب السفر وأحكامه»

 «بعض  آداب السفرو أحكامه»

 

*دعاء السفر يقال إذا ركب المسلم راحلته قبل التحرك، وفي صحيح مسلم:كان رسول الله إذا استوى على بعيره خارجا إلى سفر كبر ثلاثا ثم قال:سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين،وإنا إلى ربنا لمنقلبون، اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى، ومن العمل ما ترضى،اللهم هون علينا سفرنا هذا،واطوعنا بعده،اللهم أنت الصاحب في السفر،والخليفة في الأهل اللهم إني أعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل”

*إذا سافرت وسكنت منزلا، أو سكنت منزلا جديدا، فاحرص على هذا الدعاء، فإنك سترحل منه لم يضرك شيء، ففي الحديث الصحيح: ” إذا نزل أحدكم منزلا فليقل: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، فإنه لا يضره شيء حتى يرتحل” الصحيحة.

 

*وكان رسول الله وأصحابه إذا علوا الثنايا في السفر كبروا،وإذا هبطوا الأودية سبحوا،وكان إذا أشرف على قرية يريد دخولها يقول:”اللهم رب السماوات السبع وما أظللن ورب الأرضين السبع وما أقللن ورب الشياطين وما أضللن ورب الرياح وما ذرين أسألك خير هذه القرية وخير أهلها وأعوذ بك من شرها وشر أهلها وشرما فيها”وكان إذا ودع أصحابه في السفر يقول لأحدهم:”استودع الله دينك وأمانتك وخواتيم عملك”ومن الثابت أن الله إذا استودع شيئا حفظه
 

 

*الإنسان يجوز له أن يقصر الصلاة من حين أن يفارق بلده إلى أن يرجع إليها,هكذا كان صلى الله عليه وسلم يفعل”وقد أقام صلى الله عليه وسلم بمكة تسعة عشر يوماً يقصر الصلاة،وأقام عليه الصلاة والسلام في تبوك عشرين يوماً يقصر،وأقام عبد الله بن عمر بأذربيجان ستة أشهر يقصر الصلاة حين حبسه الثلج.
ابن عثيمين

*(من شرع الله له القصر وهو المسافر جاز له الجمع ولكن ليس بينهما تلازم فله أن يقصر ولا يجمع،وترك الجمع أفضل إذا كان المسافر نازلا غير ظاعن كما فعله النبي – صلى الله عليه وسلم – في منى في حجة الوداع،فإنه قصر ولم يجمع وقد جمع بين القصر والجمع في غزوة تبوك فدل على التوسعة في ذلك)
ابن باز في الفتاوى.

*يقصر المسافر إذا خرج عن جميع بيوت مدينته إذا كان سفره تقصر في مثله الصلاة, قال ابن المنذر: “وأجمعوا على أن للذي يريد السفر أن يقصر الصلاة إذا خرج عن جميع البيوت من القرية التي خرج منها” قال أنس: “أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى الظهر بالمدينة أربعا, وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين” وهذا فيه دلالة على أنه ليس لمن نوى السفر أن يقصر حتى يخرج من عامر بيوت مدينته.
 

 

*يسن التطوع على الراحلة في السفر، فيصلي جالسا يومئ إيماء بالركوع والسجود، ولا يشترط له استقبال القبلة، لحديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: ” كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى في السفر على راحلته حيث توجهت به, يومئ برأسه إيماء صلاة الليل إلا الفرائض ويوتر على راحلته ” وفي لفظ: ” غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة “إرواء الغليل.

*السنة ترك الرواتب في السفر إلا سنة الفجر والوتر؛ لحديث عاصم بن عمر بن الخطاب قال: “صحبت ابن عمر في طريق مكة، قال: فصلى لنا الظهر ركعتين، ثم أقبل وأقبلنا معه حتى جاء رحله، وجلس وجلسنا معه، فحانت منه التفاتة نحو حيث صلى، فرأى ناسا قياما، فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قلت: يسبحون(أي:يتنفلون) قال: لو كنت مسبحا أتممت صلاتي يا ابن أخي إني صحبت رسول الله في السفر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه الله”

*التطوع المطلق مشروع في الحضر والسفر مطلقا، مثل: صلاة الضحى, والتهجد بالليل، وجميع النوافل المطلقة، والصلوات ذوات الأسباب: كسنة الوضوء، وسنة الطواف، وتحية المسجد، وغير ذلك.
قال الإمام النووي رحمه الله: ” وقد اتفق العلماء على استحباب النوافل المطلقة في السفر”.

*يسن لمن سافر في مجموعة أن يؤمروا أحدهم, ليكون أجمع لشملهم, وأدعى لاتفاقهم, وأقوى لتحصيل غرضهم, قال صلى الله عليه وسلم : ” إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم ” السلسلة الصحيحة.


*يستحب للإنسان إذا نزل منزلا في السفر أو غيره من المنازل أن يدعو بما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم : ” أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق؛ فإنه إذا قال ذلك لم يضره شيء حتى يرتحل من منزله ذلك ” الصحيحة.

*يستحب للمسافر أن يكثر من الدعاء في السفر؛ فإنه حري بأن تجاب دعوته, ويعطى مسألته؛ لقوله صلى الله عليه وسلم : ” ثلاث دعوات مستجابات لا شك فيهن: دعوة المظلوم, ودعوة المسافر, ودعوة الوالد على ولده ” الصحيحة.

*يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إذا مرض العبد أو سافر كتب له مثل ما كان يعمل مقيما صحيحا ” البخاري، فالأعمال التي يعملها في حضره من الأعمال القاصرة على نفسه كالسنن الرواتب وقيام الليل, والمتعدية كتعليم العلم ونشر الخير، يجري له أجرها إذا سافر، فيا لها من نعمة ما أجلها وأعظمها !

*إن هذه الحياة التي نعيشها أشبه ما تكون بقصة مسافر قضى في سفره أياما معدوات،ويترقب الرجوع إلى وطنه،يعلم أن هذه الدار ليست بدار مقام ولا هي الدار التي خلق لها،بل هي محطة يقطعها للوصول إلى وطنه، يتذكر وصية رسول الله لعبد الله بن عمر”كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل”ويشتاق إلى موطنه الأصلي جنات عدن.
وحي على جنات عدن فإنها*
منازلك الأولى وفيها المخيم
 ولكننا سبي العدو فهل ترى*
نعود إلى أوطاننا ونسلم

مراجعة الدكتورة الداعية نوال العيد .. حفظها الله

«دروس سفينة الحرية»

«دروس سفينة الحرية»

 

“سفينة الحرية”أعطت العاقل دروسا:
1/ التاريخ يعيد نفسه،وما حصل لإخواننا في غزة يذكرنا بالحصار الذي كان لرسول الله مع من ناصره في شعب بني هاشم لمدة سنتين،واقرأ أخباره في السيرة ليتبين لك ذلك.
2/ لو تقدم كسر الحصار عن غزة لم ينكشف زيف إسرائيل للعالم أجمع،ولبقي لها جذور في نفوس المخدوعين الذين لم تنكشف لهم الحقيقة في الشرق والغرب،فيشاء الله أن يبقى الباطل حتى يتكشف عاريا للناس،ويذهب غير مأسوف
عليه من ذي بقية!
3/ معنى اسم الله (النصير) فحين يترقب إخواننا في غزة كلمة حق تناصرهم في قضيتهم، ويتخاذل كثير من المسلمين عن النطق بها، ينصرهم الله بكافر عادل ينضم إليه بعض النبلاء من المسلمين لمناصرة المستضعفين في غزة عن طريق العمل لا القول،رسالة من النصير سبحانه للمسلمين كافة أنكم إن تباطأتم عن نصرة إخوانكم المسلمين فسينصرهم الله بغيركم، وقد نصر الله رسوله بالنجاشي المسيحي.

مراجعة الدكتورة الداعية نوال العيد .. حفظها الله

«أحاديث الفتن وموقف المسلم منها»

«أحاديث الفتن وموقف المسلم منها»

 

*أسعد الله مساءك بالخيرات،
سأتناول في موضوعي أحاديث الفتن وموقف المسلم منها، وسأسعد باستفادتكم ونشركم ما تعلمتموه من حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم،وأذكر الحديث وإن تيسر ذكرت فوائده , أعاذك الله من الفتنة.
 

*الفتنة كلمة تطلق ويراد بها ما يميز حال الناس من الخير والشر، أبناءك  ووقتك ولباسك ومجلسك وكل أمر من أمور حياتك إن استخدمته في خير سلمت من الفتنة، وإن استخدمته في شر وقعت فيها، والله يقول(واعلموا أنما أموالكم وأولادكم فتنة)
وفي البخاري:”فتنة الرجل في أهله وولده وجاره تكفرها الصلاة والصدقة والمعروف” فاقتطعي من وقتك دقائق وتأملي حالك مع نفسك وأهلك وجميع شأنك هل هو على خير أو شر، وتعوذي بالله من الفتن.
 

*دعوة لمراجعة فكرك، لأن أخطر الفتن فتن الشبهات قاصمة الظهر، وسبب كل ضلال، ولخطرها بين الله حال المؤمنين منها في قوله:”ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا” فلم يجعلوا قلوبهم مقرا لهذه الفتنة القائمة على الشك في محارم الله والتباس الحلال بالحرام لدى صاحبها، وعن حذيفة قال:إذا أحب أحدكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا فلينظر،فإن كان رأى حلالا كان يراه حراما فقد أصابته الفتنة،وإن كان يرى حراما كان يراه حلالا فقد أصابته
*تأملي معي حديث أبي مويهبة الصحيح قال:بعثني رسول الله صلى الله عليه و سلم من جوف الليل، فقال: يا أبا مويهبة إني قد أمرت أن أستغفر لأهل البقيع فانطلق معي، فانطلقت معه،فلما وقف بين أظهرهم قال:السلام عليكم يا أهل المقابر ليهن لكم ما أصبحتم فيه مما أصبح فيه الناس،لو تعلمون ما نجاكم الله منه أقبلت الفتن كقطع الليل المظلم يتبع أولها آخرها،الآخرة شر من الأولى” دوني تأملاتك،وانتظرينا.

*رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهر الصحابة، ويخاطب أهل القبور بقوله “ليهن لكم(أي:هنيئا لكم) الموت من الفتن التي نزلت بالناس، فكيف لو رأى زماننا هذا، ماذا سيقول عليه الصلاة والسلام ؟!
وتشبيهه للفتن بقطع الليل دلالة عمومها وسرعة انتشارها، ومع أن الليل أسود إلا أنه نص على أنه ليل مظلم ليؤكد سواد هذه الفتنة، وأنه لن يبصر فيها الحقائق إلا من أتاه الله نورا، والنور العلم بكتاب الله وسنة نبيه.
*تأملي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:” ” إن ما بقي من الدنيا بلاء و فتنة، وإنما مثل عمل أحدكم كمثل الوعاء، إذا طاب أعلاه طاب أسفله ، و إذا خبث أعلاه خبث أسفله” السلسلة الصحيحة.

*_العناية الشديدة بأعمال القلوب في وقت الفتن لأن كثيرا منها يتغيرن ولأنه متى طاب القلب طابت الجوارح كلها، ومتى فسد فسدت.
_إعداد المؤمن نفسه لما سيطرأ من التغيرات المتسارعة بتسارع الأزمنة، لمواجهة ما بقي من الفتن والبلايا.
*تأملي قول رسول الله”إن أمتكم هذه جعل عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها،وتجيء فتنة فيرقق بعضها بعضا،وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه مهلكتي،ثم تنكشف وتجيء الفتنة فيقول المؤمن هذه هذه،فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر،وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه، ومن بايع إماما فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليطعه إن استطاع”صحيح مسلم.

*_ (فتن يرقق بعضها بعضا) لو رجعت وإياك بالذاكرة لسنوات لرأيت الناس كانوا ينكرون أمورا اعتادوها الآن واستسهلوها لظهور ما هو أشد منها، خذ على سبيل المثل القنوات الفضائية والحجاب ومعاملة الوالدين ألفنا فيها أمورا كنا ننكرها سنوات لظهور ما هو أشد منها.
_ النجاة من الفتن تقوم على أمرين:الإيمان بالله والآخرة،فاقرئي في أسماء الله واليوم الآخر، وعاملي الناس بالحسنى، لأن الفتن تجعل العلائق تتقطع وتضطرب

*تأملي.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن، ويكثر الكذب، وتتقارب الأسواق، ويتقارب الزمان، ويكثر الهرج. قيل: وما الهرج ؟ قال: القتل ” حديث صحيح، السلسلة الصحيحة.

*- الحذر من الكذب،لأنه علامة الوقوع في الفتن،ولذا نص رسول الله عليه بعدها.
– المتأمل في هذا الزمن يقف على ما حدثنا به رسول الله عيانا من انتشار الكذب،وكثرة الأسواق وتقاربها حتى إنك لا تقطع إشارة حتى ترى سوقا،وتقارب الزمن أي تقارب أحوال أهله في قلة الدين،أو سرعة مروره،وجاء في حديث صحيح”يتقارب الزمان فتكون السنة كالشهر والشهر كالجمعة والجمعة كاليوم واليوم كالساعة والساعة كاحتراق السعفة”وإنما يكون هذا في عصر المهدي.

*تأملي حديث أم سلمة قالت: استيقظ النبي صلى الله عليه و سلم ذات ليلة فزعا فقال: ” سبحان الله ماذا أنزل الليلة من الفتن، وماذا فتح من الخزائن، أيقظوا صواحبات الحجر، فرب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة ” أخرجه البخاري.
 

 

*- فزع رسول الله صلى الله عليه وسلم مما أنزل من الفتن، فعلام لا يفزع من يراها عيانا ويعيشها ؟
– النعم فتنة للناس، فليحذروا من استعمالها في الشر.
– من أعظم المنجيات من الفتن قيام الليل، ولذا نص عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم لما رأى نزول الفتن ” أيقظن صواحبات الحجر” كي: يصلين الليل.
– من أعظم الفتن: فتنة اللباس، فرب كاسية في الدنيا بالثياب التي لا تستر عورتها، معاقبة في الآخرة بالعري جزاء على ذلك.

*تأملي حديث أبي بكرة قال: لقد نفعني الله بكلمة سمعتها من رسول الله صلى الله عليه و سلم أيام الجمل بعد ما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل، فأقاتل معهم، قال: لما بلغ رسول الله صلى الله عليه و سلم أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال:” لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة “رواه البخاري.

*إن من أعظم الأسباب المنجية من الفتن العلم لأنه النور وقت الظلمة، وقد انتفع أبو بكرة بحديث سمعه من رسول الله، فعصمه من القتال في معركة الجمل، فعليك بتعلم العلم الشرعي، لأنها ستكون فتن لن ينجو فيها إلا من أحياه الله بعلم، كما جاء في الحديث.
 
 

 

*تأملي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” إن السعيد لمن جنب الفتن ولمن ابتلي فصبر” حديث صحيح، السلسلة الصحيحة

*إن أغلى ما يملكه العبد دينه، فمن الخطأ الشديد أن يجعل هذا الدين محط اختبارات أمام فتن لم تأته، وإنما هو الذاهب إليها، ففر بدينك عن مواضع الفتن أيا كانت لتسعد، وإن ابتليت بها فاصبر ولا تكن ضحيتها، ولذا صح في الحديث: ” يفر بدينه من الفتن ” وصح أيضا: ” من سمع بالدجال فلينأ عنه ”

*إن من أعظم مؤشرات الفتن سوء العلاقات بين الناس، حتى يكونوا في الفتن كالحيات السود التي تنقض على فريستها لتلدغه، فاحذر أن تكون حية و تسوء معاملتك مع عباد الله في الفتن، وكن كخير ابني آدم الذي قال لأخيه:”لئن بسطت إلي يدك لتقتلني ما أنا بباسط يدي إليك لأقتلك” وفي الحديث الصحيح:”فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فلتأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر،وليأت إلى الناس الذي يحب أن يؤتى إليه”

*تأملي الحديث الصحيح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أيما أهل بيت من العرب أو العجم أراد الله بهم خيرا أدخل عليهم الإسلام، ثم تقع الفتن كأنها الظلل ” قال رجل: كلا والله إن شاء الله، قال: ” بلى والذي نفسي بيده ثم تعودون فيها أساود (أي:جمع أسود وهو أخبث أنواع الحيات) صبا (أي:ينصب على من أراد أن يلدغه) يضرب بعضكم رقاب بعض ” السلسة الصحيحة.

*تأملي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرف لها تستشرفه، ومن وجد فيها ملجأ أو معاذا فليعذ به”.صحيح الجامع الصغير.

*قفي مع:(من تشرف لها تستشرفه)أي: من تعرض إليها مأخوذ من استشرفت الشيء إذا رفعت بصرك لتنظر إليه،(تستشرفه) أي: تهلكه، فكم من مستشرفة للفتن من خلال الدخول على مواقع تهلكها، أو صداقة نافخ كير يؤذيها، أو متابعة قنوات تهدم قيمها، فعلام لا نقاطع مواضع الفتن، ونترك التعرض لها حتى لا تهلكنا.

*تأملي قول حذيفة: “يأتي عليكم زمان لا ينجو فيه إلا من دعا دعاء الغرق” أخرجه الحاكم، وإسناده صحيح.

*أيتها المباركة قفي مع نفسك، وسليها كم مرة تعوذت بالله من الفتن خلال يومك بل أسبوعك، ستجدين الكثيرات منا تغفل عن التعوذ من الفتن،وكأنها في مأمن منها،مع أن قول حذيفة نص على أن النجاة في زمن الفتن لا تكون إلا لمن دعا دعاء الغرق الذي أحاطته المياه من كل الجهات وظن أن لا منجأ ولا ملجا من الله إلا إليه، فتعلق قلبه بربه وصار يدعوه دعاء المستغيث، وفي الحديث الصحيح:”تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن”

*تأملي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم :” بادروا بالأعمال فتنا كقطع الليل المظلم؛ يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا ؛ يبيع دينه بعرض من الدنيا” السلسلة الصحيحة.

*ـ إن من أعظم المنجيات من الفتن الشداد التي يتقلب الإنسان فيها تقلبا عجيبا في اليوم الواحد، تتغير فيها الأديان والاعتقادات، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، كثرة الأعمال الصالحة(بادروا بالأعمال) من صلاة وصيام وصدقة وأمانة وصلة رحم وبر، لأن هذه الأعمال درع منيع يقي صاحبه الفتنة.
– احذر أن تبيع دينك بثمن بخس عرض من الدنيا قليل، فتكون ممن اشترى دنياه وباع آخرته.
 
 

 

*إن من مؤشرات الوقوع في الفتن الخوض في ما لا فائدة فيه،والجدل الطويل حول قضايا لا يضر الجهل بها،وفي قصة أصحاب الكهف نبه الله على ذلك حين قال: “..ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم..”
ولذلك وجه القرآن الرسول إلى ترك الجدل في هذه القضية،وإلى عدم استفتاء أحد من المتجادلين في شأنهم،تمشيا مع منهج الإسلام في صيانة الطاقة العقلية أن تبدد في غير ما يفيد.

*من خاف من الفتنة كان في مأمن منها، ومن أمنها أصابته، فلا تقرأ أحاديث الفتن وكأن المخاطب بها غيرك، تأمل قول الزبير:إنا قرأناها على عهد رسول الله وأبي بكر وعمر وعثمان (واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة) فلم نكن نحسب أنا أهلها حتى وقعت منا حيث وقعت (يعني: وقعة الجمل). أعاذك الله من الفتن.

 

مراجعة الدكتورة الداعية نوال العيد .. حفظها الله